كانت النشأة الأولى للطب البوذي والايورفيدا في الهند وكان له تأثير قوي على تحول الطب والثقافة السريلانكية. حيث تدعو كل من البوذية والأيورفيدا إلى اتباع نهج شامل لعلاج الأمراض، واستخدام الايورفيد كدواء لعلاج جميع أنواع الأمراض في كافة جوانب الحياة.
على الرغم من أن الأيورفيدا تعود أصولها إلى الفيدية منذ خمسة آلاف عام، إلا أن مساهمة الفكر البوذي في هذا العلم الصحي لا تقدر بثمن. مثله مثل العقيدة البوذية التي تقوم على مبدأ "الطريق الوسط" ، فإن الأيورفيدا تنادي أيضاً بالاعتدال في جميع الأمور. كما أن للأيورفيدا أيضا مبادئ توجيهية لحياة صحية وتنصح بالابتعاد عن الأفكار السلبية وتجنب الإساءة الجسدية.
اتباعاً لتعاليم بوذا، قام الحكام في الهند بدعم نشاطات الشفاء من خلال بناء المستشفيات وإنشاء مستوصفات مجانية تعود إلى عهد الملك أشوكا. وقد اتبع ذلك بايمان ملوك سريلانكا القدماء بعد دخول البوذية إلى الجزيرة. وتم إجراء تعديل في طرق ممارسة الأيورفيدا في سريلانكا لتناسب الظروف والاحتياجات المحلية.
خلال فترة حكم الملوك السنهاليين، ازدهر نظام طب الأيورفيدا في هذا البلد. وتلقى رعاية ملكية خاصة. وتمتع الأطباء بمكانة مرموقة في المجتمع. وقامت المعابد البوذية مستودع المعرفة بحفظ النصوص الدينية وكذلك الطبية.
عرف الملك بوذا (398 – 426م) أفضل الملوك فيما يتعلق بالعلوم الطبية القديمة. حيث أنه طبيب بارز، فقد قام بابتكار العديد من العلاجات. كما قام بتجميع Sararthasangrahaya وهي خلاصة واقية لجميع الكتيبات الموجودة في سنكريت. كما قام بتعيين الأطباء لعلاج الجنود والخيول والفيلة. وأنشئت مصحات خاصة للمقعدين والمكفوفين.
باراكرامابهو 1 (1153-1186م) الذي اشتهر بتشييد العديد من أعمال الري، كما أن له الفضل في إنشاء المستشفيات ورعاية المرضى. وكان يعمل في إدارته اثنان من الضباط المهمين هما ماهافدانا (كبير الأطباء) وسولو فيدانا (نائب رئيس الأطباء).
يشير نقش بلاطة في ميهينتال تعود إلى عهد ماهيندا الرابع (956-972 م) إلى ممارسة استخدام العلق للتخلص من الدم الفاسد ، وهي ممارسة متبعة حتى اليوم. هذه أمثلة توضح الوسائل القديمة للعلاج والعناية بالصحة التي مورست عبر آلاف السنين.